“فلسفة السعادة” أسبابها..وطرقها..ومفهوم السعادة فى علم النفس

 مفهوم السعادة فى الفلسفة كبير ويحتمل أكثر من معنى وذلك لأختلاف المذاهب الفكرية والفلسفية عن الأغريق مما جعل فلسفة السعادة معانى كثيرة، بعضهم يرى السعادة فى الذات الحسية والبعض الآخر يراها فى الوعى العقلى والتفكير، ومنهم من يراها فى الفكر والحس معاً.

 

السعادة الحقيقية..

السعادة الحقيقية والتامة هى مبتغى كل أنسان وأمله والهدف الذى يسعى وراءه بما أوتى من مال وقوة وسلطان، وبعضهم يتصور السعادة فى المال والشهرة، وهناك من يراها فى بيت كبير وسيارة وأسطول خدم، لذلك سنجد أن معايير السعادة عند الجميع مختلفة تماماً وكلاً يراها من وجهه نظره ولكنها جميعها سبل للوصول إلى السعادة، ولكنها جميعاً أشياء تعطيك سعادة مؤقتة، بمجرد إنتهاء بريقها فى حياة الأنسان لا يشعر بها ولكن أقوى طرق السعادة الحقيقية ستجدها فى الرجوع إلى الله وطاعته والبعد عن المعصية ويعتبر من مفاتيح السعادة الحقيقية، حينها فقط ستشعر بالسعادة فى القلب والتى يترتب عليها راحة البال، وراحة الضمير، هذة هى فقط السعادة الحقيقية.

أسباب السعادة فى الحياة..

السعادة الحقيقية تعتبر من الأهداف السامية فى الحياة، يلهث ورائها الجميع، وذلك لأن قيمة السعادة كبيرة فى حياة الجميع وهى التى تقرر إذا كانت هذة الحياة ستكون هانئة أم لا، للسعادة سبل كثيرة للوصول إليها مثل :-

– القرب من الله..لأن فى الطاعة والقرب من الله السعادة الحقيقية.

– محاولة الحفاظ على الصحة الجسديّة، ومراجعة الأطباء بصورة دورية للاطمئنان، واتباع نمط الحياة الصحي المتعلق بالغذاء، والحركة، والرياضة، لأن السعادة لا تكتملُ بمعاناة الشخص من الأمراض.

– القيام بأداء العبادات على أكمل وجه، واستشعار القرب من الله تعالى وحده لا شريك له، فالسعادة الحقيقة تنبع من رضا الله تعالى، لأن التوفيق والنجاح والخير كله من عنده، لذلك لا بد من نيل رضا الله أولاً وقبل أى شئ.

السعادة عند سقراط..

من أشهر مقولات الفيلسوف سقراط حول السعادة هى “سر السعادة ليس في السعي للحصول على المزيد، إنما بتنمية قدرتك على الاستمتاع بالقليل”.
ويذكر أن سقراط هو أحد أعظم الفلاسفة القدامى، ويعتقد أن السعادة لا تأتي من المكافآت الخارجية، إنما تأتي من النجاح الداخلي الخاص بالفرد.

كيف تصنع سعادتك بنفسك؟

الجميع يستطيعون صنع سعادتهم بأنفسهم، بالسعى والطلب والألتزام، فأذا كان الشخص يفكير خاطئ وهذا التفكير عائد بالسلب عليه ويؤثر على سعادته، فبالتالى إذا قام بتغيير طريقه تفكيره بالتالى يصل إلى السعادة التى يتمناها، فنحن مسئولون عن سعادتنا بشكل أو بآخر ونستطيع بأفعالنا الوصول للسعادة.

مفهوم السعادة فى علم النفس..

قام علم النفس بشرح مفهوم السعادة لدى الأشخاص، ووضحها بأن مدى سعادة الأنسان مرتبطة بمدى رضاه عن حياته بصورة عامة، وبطبيعة الظروف المحيطة به سواء عمل أو أصدقاء أو شريك حياة، فأذا كانت كل هذة الظروف تسير بشكل مرضى بالنسبة للشخص فيكون فى هذة الحالة هو شخص سعيد.

طريق السعادة فى الإسلام..

سعادة الأنسان هى شعور مفرح يملأ جوانب القلب طمأنينة وسكينة، وذلك الشعور لا يأتى إلا للقلب المؤمن، ومن الآيات القرآنية التى تبعث فى القلب السعادة وتحث المؤمن على السعى من أجل الحصول على السعادة،  قوله تعالى ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾ )النحل: 97(

وقوله تعالى ﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ﴾ (طه: 123- 124)

وقول الرسول (صل الله عليه وسلم) ” ليس الغنى عن كثرة المال ولكن الغني غني النفس” والمقصود بغنى النفس هنا السعادة.

الإسلام أعطى للسعادة أكثر من مفهوم منه أن الجانب المادى ليس جانب أساسى للوصول إلى السعادة ولكن أيضاً للجانب المعنوى دور كبير، ويعد القرآن الكريم أحد أهم أسباب السعادة فى الإسلام.

أنواع السعادة..

– قصيرة المدى : وهى السعادة القصيرة أى التى تستمر لفترة قصيرة من الزمن.

– طويلة المدى : السعادة الطويلة التى تستمر لفترة طويلة من الزمن، وهذا النوع هو الأقوى والأكثر إستمرارية.

نظريات السعادة..

للسعادة نظريات كثيرة، ولكن إذا سألت نفسك لماذا تم عمل نظريات للسعادة فستجد أنه نظريات السعادة تتواجد فى الأساس لتخدم البشر وتجعل منهم سعداء، وتحفزهم على تطبيق الطرق التى تؤدى بهم إلى السعادة الحقيقية فى الحياة، ومن أهم نظريات السعادة هى :-

  • أن تكون لا مبالى : بحيث تترك حساب كل شيئ وتوقع عواقبه ونتائجه، ومع ذلك تحكيم العقل أيضاً للوصول إلى السعادة الحقيقية.
  • أن تترك كل شيئ لله عز وجل : فكرة التوكل على الله فى حد ذاتها فكرة ناجحة حيث تجعلك تصل إلى السعادة المطلقة لمجرد كونك مطمئن لما سيدبره الله.
  • السعادة أمر واقع : التعامل بأن السعادة هى الواقع المفروغ منه، ولا يوجد لنا أختيار آخر.

تعريف السعادة عند إبراهيم الفقى..

من أبرز كلمات خبير التنمية البشرية الراحل الدكتور إبراهيم الفقى عن السعادة ” البعض يقولون “أننا لانفهم الحياة” نعم الحياة لاتفهم و لكنها تعاش لحظة بلحظة فلا تهدرها بالأسئلة و عشها بسعادة”. كما يقول أن لا يوجد انسان تعيس ولكن توجد افكار تسبب الشعور بالسعادة، ان لم تكن سعيدا داخليا لن تكون سعيدا خارجيا-ان لم تكن كما انت الان لن تكون سعيدا عندما تصبح ما تريد، ان لم تكن سعيدا بحياتك الان لن تكون سعيدا باى حياة، ان لم تكن سعيدا باهلك ووطنك لن تكون سعيدا باى احد، لو نظرت حولك وعرفت حقيقة من انت لن تستطيع ان تكون غير سعيدا، لا يوجد طريق للسعادة لانها هى الطريق-السعادة الحقيقية تكمن فى حب الله تعالى، والتفاؤل بوجدنا فى معيته سبحانه وتعالى.

السعادة الزوجية..

الزواج هو بناء مقدس فى حياة كلاً من الشريكين الزوج والزوجة، ويقوم هذا البناء على أسس المودة والرحمة والتعاون، لذا إذا توفر بين الزوجين هذة الأسس فالنتيجة الطبيعية هى تحقيق السعادة الزوجية بين الشريكين، والذين سوف يؤثران بالإيجاب على أولادهم، وإستغلال المواقف الصعبة فى بناء حائط قوى ضد العواصف التى قد تحل بالزوجين، الحرص على العطاء بين الزوجين يضمن لهم سعادة زوجية دائمة، لذا سنجد دائماً السعادة والحب أمران متلازمان فيجب على الزوجين الحرص دائماً على الحفاظ عليهم.

 


Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *